وأما قوله – تعالى-: {فِي السَّمَاء} [الزخرف: 84] فمعناه "أنه فوق السماء؛ لأن "في" بمعنى فوق، قال الله – تعالى-: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ} [التوبة: 2] أي: فوقها"1، ثم إن "لفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا، فهو اسم جنس للعالي"2.
و"لما كان قد استقر في نفوس المخاطبين أن الله هو العلي الأعلى، وأنه فوق كل شيء كان المفهوم من قوله: {فِي السَّمَاء} [الزخرف: 84] أنه في العلو، وأنه فوق كل شيء"3، "ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به، وتحويه فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحداً يفهمه من اللفظ، ولا رأينا أحداً نقله عن أحد ولو سئل سائر المسلمين هل يفهمون من قوله – سبحانه-، ورسوله: "إن الله في السماء" أن السماء تحويه؟ لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول: هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا، وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئاً محالاً لا يفهمه الناس منه ثم يريد أنيتأوله"4.
فصل
وقد دخل في ذلك الإيمان بأنه قريب من خلقه مجيب كما جمع بين ذلك في قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: