يتأوَّل النصَّ ويردُّه إلى الرأي والآراء المختلفة، فيَؤول أمرُه إلى الحيرة والضلال والشك.

قال أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي صنّفه ((أقسام اللذات)) : ((لقد تأمّلت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيتُ أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (?) ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (?) ، وأقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (?) ، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (?)) ) .

ثم قال: ((ومن جرَّب مثل تجربتي؛ عرف مثل معرفتي)) .

وقال أبو المعالي الجويني: ((يا أصحابنا! لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أنّ الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ؛ ما اشتغلت به)) .

وقال عند موته: ((لقد خضتُ البحر الخضم، وخليت أهل الإسلام وعلومهم، ودخلت في الذي نهوني عنه، والآن؛ فإن لم يتداركني ربي برحمته؛ فالويل لابن الجويني، وها أنذا أموتُ على عقيدة أمي (أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور)) ) .

ومن يصل إلى مثل هذه الحالة، إن لم يتداركه الله برحمته، وإلا؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015