ـ[وَيَشْهَدُونَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كَالْعَشَرَةِ، وَثَابِتِ بْنِ قِيْسِ بنِ شَمَّاسٍ، وَغَيْرِهِم مِّنَ الصَّحَابَةِ) .]ـ

/ش/ وَأَمَّا قَوْلُهُ: ((ويفضِّلون مَن أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ـ وَهُوَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ ـ وَقَاتَلَ عَلَى مَن أَنْفَقَ مِنْ بَعْدِهِ وَقَاتَلَ)) ؛ فلورود النص القرآن بِذَلِكَ، قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْحَدِيدِ:

{لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (?) .

وَأَمَّا تَفْسِيرُ الْفَتْحِ بِصُلْحِ الحُديبية؛ فَذَلِكَ هُوَ الْمَشْهُورُ، وَقَدْ صحَّ أَنَّ سُورَةَ الْفَتْحِ نَزَلَتْ عَقِيبَهُ (?) .

وَسُمِّيَ هَذَا الصُّلْحُ فَتْحًا؛ لِمَا ترتَّب عَلَيْهِ مِنْ نَتَائِجَ بَعِيدَةِ الْمَدَى فِي عزَّة الْإِسْلَامِ، وقوَّته وَانْتِشَارِهِ، وَدُخُولِ النَّاسِ فِيهِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُ: ((ويقدِّمون الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الْأَنْصَارِ)) ؛ فَلِأَنَّ الْمُهَاجِرِينَ جَمَعُوا الْوَصْفَيْنِ: النُّصْرَةَ وَالْهِجْرَةَ، وَلِهَذَا كَانَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَبَقِيَّةُ الْعَشَرَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَقَدْ جَاءَ الْقُرْآنُ بِتَقْدِيمِ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى الْأَنْصارِ فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015