النُّفاة؛ مِنْ فَلَاسِفَةٍ، وَمُعْتَزِلَةٍ، وَأَشْعَرِيَّةٍ، وَقَرَامِطَةٍ بَاطِنِيَّةٍ (?) .
فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَسَطٌ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةِ النُّفَاةِ وَبَيْنَ أَهْلِ التَّمْثِيلِ المشبِّهة الَّذِينَ شَبَّهُوا اللَّهَ بِخَلْقِهِ، ومثَّلوه بِعِبَادِهِ.
وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ، فَهَذَا يردُّ عَلَى المشبِّهة. وَقَوْلُهُ: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} يردُّ عَلَى المعطِّلة.
وَأَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ؛ فَهُمُ الَّذِينَ يُثْبِتُونَ الصِّفَاتِ لِلَّهِ تَعَالَى إِثْبَاتًا بِلَا تَمْثِيلٍ، وينزِّهُونه عَنْ مُشَابَهَةِ الْمَخْلُوقَاتِ تَنْزِيهًا بِلَا تَعْطِيلٍ، فَجَمَعُوا أَحْسَنَ مَا عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ؛ أَعْنِي: التَّنْزِيهَ وَالْإِثْبَاتَ، وتركوا ما أخطؤوا وأساؤوا فِيهِ مِنَ التَّعْطِيلِ وَالتَّشْبِيهِ.
ـ[ (وَهُمْ وَسَطٌ فِي بَابِ أَفْعَالِ الله بَيْنَ الْجَبْرِيَّةِ (?) وَالْقَدَرِيَّةِ (?) (?)) .]ـ
/ش/ قَوْلُهُ: ((وَهُمْ وَسَطٌ ... )) إلخ؛ قَالَ الشَّيْخُ العلاَّمة مُحَمُّدُ بْنُ