ففي الصحيحين أن خديجة رضي الله عنها لما جاءها النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجف ويقول: «إني خشيت على نفسي» قالت له: «كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق». (?)
فاستدلّت على صدقه، وحفظ الله له، ووقايته من شر الشيطان بما هو عليه من الفضائل العظيمة.
وكذلك مما احتُجّ به على النبوة في القرآن أنه - صلى الله عليه وسلم - عاش بين أهله ولم يُجرب عليه كذب، قال تعالى: ((وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا إئت بقرآن غير هذا أو بدِّله قل ما يكون لي أن أبدِّلهُ من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم * قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون))
فإنه نُبِّأ على رأسٍ أربعين سنة من عمره - صلى الله عليه وسلم -. (?)
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن هرقل استدل على نبوته - صلى الله عليه وسلم - بما تضمنه جواب المسائل العشر التي سأل عنها أبا سفيان بن حرب. (?)
وعقلاء الناس يفرقون بين النبي الصادق، والمتنبي الكاذب، وإن كان المتنبي يمكن أن يأتي بخوارقَ وشعوذاتٍ، لكن من له عقل حسن لا يلتبس عليه المتنبي الكذّاب بالنبي الصّادق؛ بل يعرف ذلك من ملامحه، (?) ومن سيرته، ومن أقواله، ومن أفعاله، قال تعالى: