وقوله: (ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام، قال الله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، وقال تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا}. وهو بين الغلو والتقصير، وبين التشبيه والتعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن والإياس).
حقيقة دين الإسلام: عبادة الله وحده لا شريك له، وطاعته سبحانه وتعالى، وهذه الحقيقة يدين بها أهل السماوات من ملائكة الله، وهي: دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم، فدين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم هو الإسلام، يدل لذلك قوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} أي: الدين المرضيّ، المعتبر في حكمه سبحانه وتعالى هو الإسلام، ويوضح ذلك قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}، وهذه ليست خاصة بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ بل هذا عام في الأولين والآخرين؛ من ابتغى غير دين الإسلام فلن يقبل منه.
وقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم * وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلَّات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد» (?).
فنوح عليه السلام جاء بالإسلام؛ لأنه جاء يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وذكر الله عنه أنه قال لقومه: {ألا تعبدوا إلا الله}