جاء في قصة بدء الوحي (?)، وثبت في الصحيح: «أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ) (?). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد» (?).
وفضَّل بعض أهل العلم عائشة؛ لأنها عاصرت الدعوة ونزول الشرائع، وتلقت وحفظت من العلم الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم تدركه خديجة، وجاء في فضلها مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له: (من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة) (?) وجاء فيها الحديث الصحيح: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) (?).
وجمع بعض أهل العلم بين القولين فقال: إن خديجة أفضل من وجه، فلها تأثير في أول الإسلام بنصر وتأييد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواساته، ولها منه المنزلة العالية، وهي أم أكثر أولاده، وكان - صلى الله عليه وسلم - يذكرها وينوه بها، حتى قالت عائشة - رضي الله عنه -: «ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: «إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد». (?) وعائشة أفضل من جهة حمل العلم وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة (?).