وقوله ـ رحمه الله ـ: (ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرِّيَّاته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق).
هذا تأكيد لما سبق من قوله: (ونحبُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نُفْرِطُ في حب أحد منهم، ولا نتبرأُ من أحد منهم، ونبغِضُ من يبغِضُهم، وبغيرِ الخيرِ يذكرُهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبُهم دينٌ وإيمان وإحسان، وبغضُهم كفرٌ ونفاق وطغيان) (?) فإحسان القول في الصحابة يكون بذكرهم بفضائلهم، وبالترضي عنهم، وبمعرفة أقدارهم، وإحسان القول فيهم.
وقوله: (وأزواجه) عطف الأزواج على الأصحاب من عطف الخاص على العام، فإن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهن من الصحبة ما ليس لغيرهن من نساء المؤمنين؛ للعلاقة الزوجية.
وقوله: (الطاهرات) المنزهات البريئات من كل دنس يعيب شرفهن وفضلهن، وزوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشمل كل من مات عنهن وهن تسع، ومن ماتت وهي في عصمته - صلى الله عليه وسلم -، فهؤلاء كلهن أمهات المؤمنين، فمجموعهن إحدى عشرة: أولهن خديجة بنت خويلد وقد توفيت في حياته - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل الهجرة، وزينب بنت خزيمة أم