أحدا ولا يضل أحدا؛ بل العبد هو الذي يتصرف في نفسه.
والطائفة الثانية: حكى قولهم ابن أبي العز في الشرح فقال: إن طائفة من أهل السنة ـ ولم يعينهم (?) ـ قالوا: (الاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل) (?)، وهذا غلط؛ فإن قولهم هذا يقتضي أن معنى قوله تعالى: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [التغابن: 16] اتقوا الله إذا اتقيتم الله، فلا تجب التقوى إلا على من اتقى، ولا يجب الحج إلا على من حج، وهذا ظاهر الفساد.
وقوله: (من نحو التوفيق الذي لا يجوز أن يوصف المخلوق به).
التوفيق هو صفة الله تعالى يوفق ويهدي من يشاء، أما الاستطاعة فهي أثر هذا التوفيق، أما قوله: (الذي لا يوصف المخلوق به فهي مع الفعل) أي: الاستطاعة هي صفة للمخلوق لكن بمنح الله له، يمنحها من يشاء.