والروح (?)، وبيَّن أن النفس تطلق على معان متعددة، والروح تطلق على معان متعددة، وتتفقان في بعض المواضع، فإذا قيل ـ مثلاـ: خرجت نفسه أو خرجت روحه؛ فالمعنى واحد.
ومنها: هل النفس واحدة أو ثلاث؟ (?)
الصحيح: أنها واحدة؛ لكن ذكرها بلفظ: النفس الأمارة بالسوء، والنفس المطمئنة، والنفس اللوامة إنما هو باعتبار صفاتها، وإلا فهي نفس واحدة.
ومن الناس من يقول: لم الخوض والكلام في الروح مع أن الله تعالى يقول: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)) [الإسراء: 85]؟
والجواب: أن هذه الآية ليس فيها النهي عن الكلام في الروح.
ثم إن الروح في الآية قد اختلف فيه، فقيل: إنه الروح الأمين جبريل عليه السلام.
وقيل: إنه ملك آخر.
وقيل: المراد بالروح الوحي (?).
وإذا كان المراد: الروح التي هي النفس، فإن الله قال: ((قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)) [الإسراء: 85] وليس في هذا النهي عن الكلام في الروح، والواجب هو الكلام فيها بعلم، أما الكلام فيها بغير علم؛ فهذا هو المحذور، وفي كل مقام أيضا، أما الكلام في الروح في حدود ما جاء في الكتاب والسنة؛ فهذا حق وبيان لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
والكلام والبحث في الروح له فائدتان:
الأولى: معرفة الحق من الباطل من أقوال الناس.
والثانية: معرفة ما ورد في الكتاب والسنة في شأن الروح.