الجور والخيانة) نبغضهم لجورهم، لا لأغراضنا وشهواتنا وأهوائنا وعدم حصولنا على ما نريد، لا؛ بل نبغضهم في الله ولله، ومن باب أولى نبغض الكفار، وأهل الفسق والعصيان، والله تعالى أخبر بأنه يمقت الكافرين: ((لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ)) [غافر: 10]، وأخبر أنه سبحانه وتعالى: ((لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)) [الحج: 38]، و ((لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)) [القصص: 77] بل يبغضهم سبحانه وتعالى و: ((لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)) [التوبة: 96].
والناس في هذا الواجب ثلاثة أقسام:
الأول: ولي لله تجب محبته مطلقا.
والثاني: عدو لله يجب بغضه مطلقا.
والثالث: المخلط؛ كالفاسق من المسلمين يحب بحسب ما معه من الإيمان والطاعة، ويبغض بحسب ما معه من الفسوق والمعصية.
والوالي الظالم والجائر يُبغَض لما معه من الجور لظلمه وجوره وخيانته، ويحب بحسب ما معه من الإيمان، فالمسلم الفاجر والظالم لا يسوى بالكافر في بغضه، لا؛ فمطلق الأخوة الإيمانية موجودة كما تقدمت الإشارة (?) إلى قوله تعالى: ((فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ)) [البقرة: 178] فسمى المقتول أخا للقاتل، فكونه قتله هذا لا يبطل الأخوة الإسلامية التي بينهما؛ فإن من العدل في الحكم والمعاملة أن تفرق بين الناس، فلا تعط الناس حكما واحدا؛ بل تنزل الناس منازلهم بحسب حكم الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.