أهل الإحسان العظيم يرجى لهم من العفو والرحمة والمغفرة ما لا يرجى لغيرهم؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات.

وقوله: (ولا نشهد لهم بالجنة) لا نشهد لأحد من المحسنين الصالحين بالجنة، فضلا عمن دونهم، وهذه مسألة سيأتي النص عليها في كلام الطحاوي (?)؛ لأنه يكرر المعنى الواحد أحيانا في أكثر من موضع، فلا نشهد لأهل القبلة بجنة ولا نار.

والشهادة بالجنة ذكر فيها الشارح ابن أبي العز ثلاثة مذاهب (?):

قيل: لا يشهد إلا للأنبياء.

وقيل: يشهد بالجنة لكل من جاء فيه النص، وهو قول كثير من العلماء وأهل الحديث.

وقيل: يُشهد بالجنة لهؤلاء، ولمن شهد له المؤمنون.

والقول الثاني هو: أصحها فمن شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهدنا له بالجنة، كالعشرة المبشرين بالجنة (?)، وثابت بن قيس بن شماس (?)، والحسن والحسين، (?) رضوان الله عليهم، ومن شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الجماعات؛ كأهل بيعة الرضوان نشهد بأن جميعهم في الجنة، قال تعالى: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)) [الفتح: 18]، وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015