فعلى القول بالفرق لا نسمي كلَ أحدٍ مسلما مؤمنا؛ بل الفاسق لا نعطيه الاسم المطلق بل نقول: هو مسلم، وإذا وصفناه بالإيمان نقول: هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بما معه من الإيمان.
وقوله: (ما داموا بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين) ما داموا يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، واستقاموا واستمروا على الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقوله: (وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين) تأكيد للجملة الأولى؛ لأنها داخلة فيها.
والرسول - صلى الله عليه وسلم - جاء بأمرين:
بعلم، وعمل، قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ)) [الفتح: 28] فالهدى هو: العلم النافع، ودين الحق هو: العمل الصالح، والدين دائر على هذين الأصلين: العلم والعمل؛ فالإيمان بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشمل: الإيمان بما جاء به من مسائل الاعتقاد، ونسميها: المسائل العلمية.
وبما جاء به من الشرائع والأحكام، ونسميها: المسائل العملية.
فنسمي أهل القبلة مسلمين ما لم يكن منهم ما يوجب الردة، ومن عُلمت ردته من المنتسبين للإسلام فليس من أهل القبلة؛ بل هو مرتد، مثل: القائل بوحدة الوجود، أو من يقول بنبوة أحد غير الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ كالقاديانية الذين يقولون بنبوة مرزا غلام أحمد الهندي (?)، فهؤلاء ليسوا من أهل القبلة، وليسوا بمسلمين ولا مؤمنين، وإن انتسبوا للإسلام، فهم كفار وليسوا بمسلمين ولا مؤمنين.