وجاء في السنة وصف العرش بأنه فوق السماوات (?)، وكل هذا يجب الإيمان به من غير تحديد لكيفيته، فنحن لا نتصور كيفية العرش؛ لأنه غيب.
وأهل السنة والجماعة يثبتون العرش لله، ويثبتون استواء الله تعالى على العرش، ويثبتون كل ما ورد في صفة العرش، على أساس الإيمان بالله وبكتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأما المعطلة نفاة الصفات كالجهمية والمعتزلة؛ فإنهم لا يثبتون حقيقة العرش التي دلت عليها النصوص، فيفسرون العرش بالملك، ويقولون: ((اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)) [الأعراف: 54] استولى على الملك، فالعرش عبارة عن كل المخلوقات.
وُرد عليهم بأن هذا التفسير لا يستقيم مع ما ورد في وصف العرش بأن له حملة، قال تعالى: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ)) [غافر: 7] أيكون معناه يحملون الملك؟! هذا لا يستقيم؛ لأن حملة العرش من جملة ملك الله، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش) (?) فتفسير العرش بالملك من تحريفات أهل البدع.
وأما الكرسي فلم يرد في القرآن إلا في آية الكرسي التي هي أعظم آية في كتاب الله، كما صح بذلك الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (?)، وسميت بهذا لذكر الكرسي فيها: ((وَسِعَ كُرْسِيُّهُ)) [البقرة: 255] فأضاف الله الكرسي