واقرأ ما ذكر ابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» في مثل النور في قلب المؤمن (?) واقرؤوا كلامه على قوله تعالى: ((مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ)) [النور: 35] في «الوابل الصيب» (?) فقد أجاد في الكلام عليها وأحسن.
وقوله: (من هو منوَّر القلب من أولياء الله) فكل ولي لله فهو منوَّر القلب، وكل منوَّر للقلب فهو ولي لله، وولاية الله تقوم على الإيمان والتقوى، والإيمان والتقوى لا يكونان إلا بالعلم.
إذًا؛ فولي الله هو الذي نور الله قلبه بالعلم والإيمان، وظهر أثر ذلك على جوارحه بالتقوى وبالأعمال الصالحة، ولذا قال المؤلف: (وهي درجة الراسخين في العلم) الراسخون في العلم ذكرهم الله في قوله: ((وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)) [آل عمران: 7]، فالراسخون في العلم هم المتمكنون في العلم، ليسوا على حَرف في العلم أو في الإيمان أو في العبادة، لا؛ بل هم ثابتون راسخون، وهم يؤمنون بكل ما جاء عن الله، ولا يعارضون ما أخبر الله به، وما أخبرت به رسله: ((وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ)) [آل عمران: 7] بخلاف الذين في قلوبهم زيغ فإنهم يتبعون المتشابه ((ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ)) [آل عمران: 7] وابتغاء إضلال الناس، ولبس الحق بالباطل.
وقوله: (لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود)
العلم الموجود: مسائل الاعتقاد والشرائع، فهذا العلم الذي بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهو موجود في القرآن والسنة ففيهما من الأخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة ما يعلمه من تدبرهما.
(وعلم في الخلق مفقود) وهو علم الغيب الذي طواه الله، مثلما تقدم في القدر: (أن الله