وقوله: (والمعراج حق، وقد أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وعُرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله من العلا، وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) [النجم: 11]، فـ - صلى الله عليه وسلم - في الآخرة والأولى).
الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ في هذا المؤلَف المختصر في مسائل الاعتقاد لم يلتزم بالتنسيق بين المسائل، وضم كل نوع إلى ما يناسبه؛ بل نوَّع؛ فتارة يذكر المسائل المتعلقة بالتوحيد وبأسماء الله وصفاته، والمسائل التي تخص الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومسائل أخرى كثيرة تتصل بالقدر، والملائكة ... ، فتجده يتنقل؛ فمثلا: قال هنا: (والمعراج حق، وقد أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم -) فالإسراء والمعراج مما يتصل بخصائص نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فَصَلَه المؤلف عما تقدم من كلامه (?) في رسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما ذكره من بعض خصائصه.
وأصل كلمة (مِعْرَاج) في اللغة: آلة العروج (?)، والعروج: الصعود، فتقول: عرج إلى السطح وإلى الجبل وإلى السماء، أي: صعد، قال تعالى: ((تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ)) [المعارج: 4] وفي الحديث: (ثم يعرج الذين باتوا فيكم) (?) وليس المراد هو إثبات الآلة أو الوسيلة التي