ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:
22- وليس هذا النص جزما يعتبر ... في فرقة ألا على أهل الأثر
23- فأثبتوا النصوص بالتنزيه ... من غير تعطيل ولا تشبيه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
قوله: (وليس هذا النص جزما) ، جزما: عائد على النفي، وليس متعلقا بقوله (يعتبر) ، يعني: بحيث أنه يعتبر ظنا، والمعنى أن هذا النص جزماً لا يعتبر في فرقة ألا على أهل الأثر. والنص، قوله صلى الله عليه وسلم: ((كلها في النار ألا واحدة)) فهذه الواحدة نجزم جزما بأنها هي فرقة أهل الأثر، والأثر يعني الكتاب والسنة، لان الدليل أما اثر وإما نظر، فإن كان الدليل عقليا فهو نظر، وإن كان الدليل شرعيا فهو أثر.
وأهل الأثر هم الذين اتبعوا الآثار، فاتبعوا الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وهذا لا يتأتى في أي فرقة من الفرق ألا على السلفية وأهل السلف، أي: الذين التزموا طريق السلف.
وقوله: (فأثبتوا النصوص بالتنزيه) : (أثبتوا) : الضمير هنا يعود على أهل الأثر، أثبتوها لفظا، وأثبتوها عقيدة، وأثبتوها عملا بمقتضاها، فالإثبات يتناول ثلاثة أشياء: إثباتها لفظا، وإثباتها عقيدة، وإثباتها عملا بمقتضاها، ثم إثباتها اللفظي يتفرع عليه الإثبات المعنوي فيحسن أن نقول إثباتها لفظها ومعنى، وإثباتها اعتقادا، وإثباتها عملا بمقتضاها.
مثال ذلك: من أسماء الله تعالى: السميع