هؤلاء على الحق ولا شك، والذين خالفوه عرضت لهم إما شبهة وإما شهوة.

قوله: (والمحق) يعني الذي على الحق (ما كان في نهج النبي المصطفى) في للظرفية، يعني ما كان في الدائرة التي كان فيها الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقوله: (المصطفى يعني المختار، الذي اختاره الله عز وجل واصطفاه من خلقه حتى جعله رسولا للعالمين إلى يوم القيامة.

وقوله: (وصحبه) يعني الصحابة رضي الله عنهم، (من غير زيغ وجفا) من غير زيغ: أي من غير ميل عن الحق بالغلو، ومن غير جفا: أي تقصير، والحقيقة أن التقصير زيغ، لكن لما ذكر المؤلف رحمه الله الزيغ ثم ذكر الجفا، وجب أن نحمل الزيغ على الغلو والجفا على التقصير، يعني: فالذين على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من غير غلو ولا تقصير هؤلاء هم المحقون.

فإذا قال قائل: بأي شيء ندرك أن هذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟

فالجواب: بالرجوع إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم.

وفهم من كلام المؤلف رحمه الله أن قول الصحابة رضي الله عنهم حجة، لقوله: (في نهج النبي المصطفى وصحبه) وهذا أحد احتمالين:

الأول: أن يكون مراده بذلك أن قول الصحابي حجة.

الثاني: أن يكون مراده أن نهج الصحابة الرجوع إلى الكتاب والسنة، فمن كان على نهجهم ورجع إلى الكتاب والسنة فهو على صواب، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015