ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

16- فإنه أمام أهل الأثر ... فمن نحا منحاه فهو الأثري

17- سقى ضريحا حله صوب الرضا ... والعفو والغفران ما نجم أضا

18- وحله وسائر الأئمة ... منازل الرضوان أعلى الجنة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

قوله: (فإنه إمام أهل الأثر) فإنه: أي الإمام أحمد رحمه الله، إمام أهل الأثر يعني إمام السلفيين الذين يأخذون بالأثر في علم العقائد، كما يأخذون بالأثر في المسائل العملية.

وذلك أن الإمام أحمد رحمه الله بلغ الإمامة في عصر المأمون، في المحنة التي ابتلي بها علماء السلف في ذلك العهد (?) ، فإن المأمون ادخل على الأمة الإسلامية من علم اليونان وعلم الكلام ما يستحق عليه الجزاء من الله عز وجل؛ لأنه ادخل على الأمة علوما أفسدت العقائد، ونصر البدعة والعياذ بالله نصرا عزيزا، وحصل منه إيذاء لأهل السنة، فكان يحبسهم، ويشهر بهم، ويطوف بهم في الأسواق، ويضربهم والعياذ بالله، مما اضطر كثير من العلماء إلى أن يوافقوه ولو ظاهرا على سبيل أنهم مكروهون، ومنهم من يتأول.

ولكن الإمام أحمد رحمه الله ومحمد بن نوح أصرا على أن يعلنا الحق بدون تأويل، وحصل للإمام أحمد من الإيذاء والإهانة ما لا يصبر عليه إلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015