ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:
186- فالحد وهو أصل كل علم ... وصف محيط كاشف فأفتهم
187- وشرطه طرد وعكس وهو إن ... أنبا عن الذوات فالتام استبن
188-وإن يكن بالجنس ثم الخاصه ... فذاك رسم فافهم المحاصه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
قوله: (فالحد) بدأ المؤلف بتعريف الحد تفريعاً على القول الأول، فقال: (فالحد وهو أصل كل علم) لكن قوله وهو أصل كل علم، فيه نظر، فمن الذي قال إنه أصل كل علم؟ بل من قال إن العلوم تفتقر إليه؟ ، لأن القول الثاني الذي ذكره يقول: إن الحد لا نفتقر إليه، فكيف نقول إنه أصل كل علم.
ولهذا تجد هؤلاء القوم الذين يرون هذا يتعبون في صياغة الحد، فيأتي بجملة، ثم يأتي آخر فيقول: هذه غير جامعة، ومعنى غير جامعة أنه يخرج منها بعض الأفراد، ويأتي آخر بحد فيقول الثاني: غير مانع، ومعنى غير مانع أنه يدخل فيه ما ليس منه، فتجدهم يتعبون في صياغة الحدود، مع أنها أمر واضح، فنحن نقول: إن الحد لا شك أنه يبين في بعض الأحيان، ويوضح، لكن ليس لنا أن ندعي أنه أصل كل علم.
فالحد (وصف محيط كاشف فأفتهم) وهذا تعريف الحد: (وصف محيط) أي جامع، (كاشف) يعني مانع، فلابد أن يكون جامعاً مانعاً، هذا هو الحد.
فإذا قلت: ما هي الطهارة؟ فالطاهرة على الرأي الثاني هي: أن يتنظف