فصل

في ذكر فضيلة نبينا وأولي العزم

وغيرهم من النبيين والمرسلين

142- وأفضل العالم من غير امترا ... نبينا المبعوث في أم القرى

143- وبعده الأفضل أهل العزم ... فالرسل ثم الانبيا بالجزم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

قال المؤلف رحمه الله: فصل في ذكر فضيلة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأولي العزم، وغيرهم من النبيين والمرسلين، وليعلم ما يلي:

أولاً: أن الفضل أو التفاضل مراتب لا تتلقى إلا من الوحي؛ لأن المراتب تختلف اختلافاً عظيماً وتتباين تبايناً كبيرا، ولا يمكن أن نرتب فضيلة على أخرى إلا بدليل من الشرع، فإن لم يكن لنا دليل من الشرع فليس لنا الحق في أن نتكلم.

ثانياً: الترتيب في الفضيلة بناء على ما يظهر لنا، لا على ما هو الواقع عند الله عز وجل؛ لأننا قد نرى شخصين يصليان أحدهما قد أجاد صلاته ظاهراً تماماً؛ بحيث لا نراه يتحرك ولا يعبث، ونراه قد خضع برأسه وصلى صلاة كاملة باعتبار ما يظهر لنا، وآخر نرى أنه يحصل منه بعض الحركة وما أشبه ذلك، فنحن إذا فضلنا الأول نفضله بحسب ما يظهر لنا، أما عند الله فقد يكون الثاني أفضل. فقد يكون هذا الثاني قام بقلبه من الإخلاص لله وتعظيم الله عز وجل ما لم يكن في قلب الأول؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015