حيث تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الناس يلحقهم من الكرب والغنم ما لا يطيقون، فيستشفعون بآدم، ثم بنوح، ثم بإبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى، حتى تنتهي إليه، فهذا من المقام المحمود - حيث يحمده فيه الأولون والآخرون - وليس كله.

مسألة: هل من المقام المحمود ما ذكره بعض العلماء من أن الله سبحانه وتعالى يجلس الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش؟

فالجواب: هذا إن صح فهو من المقام المحمود لا شك.

وقوله (وبعثه لسائر الأنام) يعني، وخص النبي صلى الله عليه وسلم بأنه بعث إلى سائر الأنام، وغيره من الأنبياء بعثوا إلى أقوامهم فقط.

فإن قال قائل: أليس نوح عليه الصلاة والسلام مرسلاً إلى جميع الخلق في وقته؟

قلنا: بلى هو مرسل إلى جميع الخلق في وقته، لكن لم يكن هناك قوميات سوى هذه القومية، فيكون نوح مرسلاً إلى قومٍ، كما قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (نوح: 1) ، والخليقة في ذلك الوقت لم تكن كثرت بعد حتى تولد منها قوميات، وبذلك يكون نوح مرسلاً إلى قومه فقط، بل كانت الأمة قليلة وأرسل إليهم نوح فكان مرسلاً إلى قومه خاصة.

وقوله: (لسائر الأنام) سائر: يقولون أنها تطلق بمعنى الباقي، وتطلق بمعنى الجميع؛ فإن أخذت من السؤر صارت بمعنى الباقي، وإن أخذت من السور - والسور محيط بل ما كان داخله - صارت بمعنى الجميع، وإذا كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015