أن يكون قوياً. لا يرد عليك نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام لأنه أصيب بما أصيب ثم برئ في النهاية فهذا من العوارض.
ولا يشترط أن يكون ذا سيادة في قومه، لكن في الغالب أنه يكون ذا سيادة في قومه، لقول الله تعالى: (وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) (هود: الآية91) ، وهذا هو الغالب وقد يكون ذا شرف في قومه وسيادة، لقول لوط عليه الصلاة والسلام: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) (هود: الآية80)) ، أي إلى قوم يمنعونني منكم.
فالمهم أنه ليس بشرط أن يكون الرسول ذا سيادة وشرف في قومه، لكن ذلك هو الأكثر، ولا سيما في خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه كان أشرف قومه نسباً؛ لأن الله اصطفى إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاه صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، فهو كريم من كرام؛ كرام الآباء والأجداد، عليه الصلاة والسلام، ولكن ليس هذا بشرط.
وقوله: (حرية ذكورة كقوة) لو قال: (حرية ذكورة وقوة) لكان أحسن. لكنه قال: (كقوة) فكأنه جعل القوة تعليلاً لاشتراط الذكورة واشتراط الحرية، وهذه الكاف للتشبيه يعني كما تشترط القوة.
فالشروط التي ذكرها المؤلف رحمه الله ثلاثة: الحرية والذكورة والقوة على إبلاغ الرسالة.