ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:
127- فنسأل الله النعيم والنظر ... لربنا من غير ما شين غبر
128- فإنه ينظر بالأبصار ... كما أتى في النص والأخبار
129- لأنه سبحانه لم يحجب ... إلا عن الكافر والمكذب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
قال رحمه الله: ((فنسأل الله النعيم والنظر لربنا)) نسأل الله النعيم في الجنة، ونسأله النظر لربنا عز وجل وهو أعلى نعيم في الجنة، فإن أهل الجنة لا يعطون نعيماً أعظم ولا أسر من النظر لوجه الله.
وقوله: (من غير ماشين غبر) أي من غير سوء، وغبر: أي مضى. أي نسأل الله النعيم والنظر من غير أن يتقدم ذلك عذاب، بل نسأله أن ندخل الجنة بلا عذاب.
وقوله: (فإنه ينظر بالأبصار) فإنه: أي الله عز وجل، (ينظر بالأبصار) الأبصار جمع بصر يعني بالعين، رداً على من قال أنه ينظر بالقلب، وأن النصوص الواردة في النظر إلى الله يراد بها النظر بالقلب، أو النظر إلى ثوابه، وكلاهما معنيان باطلان.
أما النظر بالقلب فإن هذا حاصل لأهل الجنة قبل أن يدخلوا الجنة، فإن المؤمن يكاد يرى ربه بقلبه من شدة إيمانه به، وبأسمائه وصفاته، وأنت لو وصف لك شيء في الدنيا كما لو وصف لك إنسان ثقة بيتاً لتشتريه وصفاً دقيقاً، فكأنما تراه بقلبك، وكذلك فالمؤمنون المتقون يرون الله سبحانه وتعالى بقلوبهم قبل يوم القيامة، ولولا هذا اليقين ما حصل لهم دخول الجنة، فهم