هؤلاء الذين يعبدون عيسى لا يرضاهم الله وإن كان عيسى يرضاه الله عز وجل لكن هؤلاء المشفوع لهم لا يرضاهم الله عز وجل، فلا يمكن أن تتحقق الشفاعة، وهذه الشفاعة تكون شركية.

ونحن نقول: إن هذه شفاعة تنزلاً مع هؤلاء الذين يقولون: (هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) (يونس: الآية18) ، وإلا فهي في الحقيقة شرك؛ لأنهم يعبدون هذه الأصنام ويدعون أنها تشفع لهم.

والشفاعة الشرعية تنقسم إلى قسمين: عامة وخاصة.

فالعامة لجميع الخلق من الأنبياء والصالحين.

والخاصة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الشفاعة العظمى في أهل الموقف أن يقضى بينهم، والشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وشفاعة ثالثة أخص وهي شفاعته لعمه أبي طالب حتى خفف عنه العذاب، فهذه ثلاثة أنواع من الشفاعات خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم.

أولاً: الشفاعة العظمى: وهي أن الناس يوم القيامة يقفون في موقف عظيم، وأوصاف عظيمة وهي في الكتاب والسنة كثيرة ومعلومة، فيلحقهم من الغم والكرب ما لا يطيقون، فيقولون: ألا أحد يشفع لنا عند الله ويريحنا من هذا الموقف، فيذهبون إلى آدم لأنه أبو البشر ويعتذر، ثم إلى نوح ويعتذر، ثم إلى إبراهيم ويعتذر، ثم إلى موسى ويعتذر، ثم إلى عيسى ولا يعتذر لكن يعلم أن للشفاعة من هو أولى بها منه، فيحيلهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيذهب إلى الله عز وجل، ويستأذن أن يشفع فيؤذن له، فيسجد تحت العرش، ويفتح الله عليه من المحامد ما لم يكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015