(الحاقة: 27) (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ) (الحاقة: 28) (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) (الحاقة: 29) وهذا كما نشاهده في الدنيا حين يعطى إنسان نتيجة الاختبار، فإن كان ناجحاً فإنه يرفعها ويقول: انظروا. انظروا. وإن كان راسباً خرج مُنسَلاً.
فالإنسان المؤمن يفرح ويقول للناس: هاؤم اقرؤوا كتابي، ويبين السبب؛ إني ظننت إني ملاق حسابي، يعني أيقنت ذلك والصحف هي الكتب التي كتبت فيها أعمال العباد، بحيث يأخذها الناس باليمين وبالشمال أو من وراء الظهر، والذي من وراء الظهر هو الشمال، لكنه والعياذ بالله تخلع يده إلى الخلف كما جعل كتاب الله وراء ظهره.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (والصحف والميزان للثواب) فنحن نؤمن أيضاً بالميزان للثواب، والميزان ما يعرف به وزن الشيء، وقد اختلفت الأمة هل هذا الميزان حسي أم هو معنوي؟ فذهبت المعتزلة إلى أنه معنوي، وأن الميزان المذكور في القرآن والوزن المذكور في القرآن معناه إقامة العدل، وليس ثمة شيءٌ محسوس يوزن به، وعللوا ذلك بأن الأعمال أوصاف ومعانٍ، والأوصاف والمعاني لا توزن، وإنما الوزن يكون للأجسام، أما الأوصاف والمعاني فلا يمكن أن توزن.
فحكموا العقل، وقدموه على النقل وعلى الشرع، والنصوص تدل على أن هذا الميزان ميزان حسي، وحديث صاحب البطاقة (?) واضح فيه، وكذلك