هذا القرآن الكريم في قوم قد جفوه تماما، فلا يليق أن يبقى بينهم.
وعلى هذا يحمل حديث حذيفة في قوم لا يعرفون من الإسلام إلا لا إله إلا الله، وقد اندرس الإسلام (?) ، وهذا يكون بعد نزع القرآن من الصدور والمصاحف ولا يبقى شيء يعلم - نسأل الله العافية -، وهو من أشراط الساعة؛ لأن نزعه من الأمة دليل على قرب انتهائها.
ثم قال رحمه الله: (طلوع شمس الأفق) و (شمس الأفق) : أي الشمس، (من دَبور) بفتح الدال: أي من المغرب، والدبور هو المغرب، والقبول والصبا هي المشرق، كما جاء في الحديث: ((نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدَبور)) (?) ؛ يعني الريح الغربية.
فالشمس الآن تشاهدها تطلع من المشرق، وتغرب في المغرب، منذ خلقها الله إلى اليوم، لكن في آخر الزمان تسجد تحت عرش الله عز وجل وتستأذن أن تخرج فلا يؤذن لها، فترجع من حيث جاءت، وكيف التصور لو أصبحنا والشمس قد خرجت من المغرب لحصل انزعاج الناس، ولعلموا أن هذا هو الحق المبين، فيتوبوا إلى الله، فيتوب العصاة ويؤمن الكفار، ولكن الله قال: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً) (الأنعام: الآية158) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها)) (?) .