ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

105- وأن أرواح الورى لم تعدم ... مع كونها مخلوقة فاستفهم

106- فكل ما عن سيد الخلق ورد ... من أمر هذا الباب حق لا يرد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

قال رحمه الله: (وأن أرواح الورى لم تعدم) يعني نؤمن بأن أرواح الورى أي الخلق لم تعدم، و (لم) هنا بمعنى لن، يعني لن تعدم في المستقبل؛ لأن الله تعالى خلقها للبقاء لا للفناء، كما خلق الجنة للبقاء لا للفناء، وخلق النار للبقاء لا للفناء، وخلق ما في الجنة من الحور والولدان للبقاء لا للفناء، كذلك الأرواح خلقت للبقاء لا للفناء، فهي لا تعدم.

ولكن هل هي مخلوقة أو أزلية؟

والجواب: أنها مخلوقة وليست أزلية؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (الزمر: الآية62)) وهي داخلة في لفظ كل شيء، فكل من سوى الله، وما سوى الله، فهو مخلوق، ولا شك أنه مخلوق من العدم، فالروح ليست أزلية.

والروح إن شئنا عرفناها بلازمها الذي لابد منه، فالروح على ذلك هي ما به حياة الأبدان، وهذا التفسير لها هو تفسير باللازم المتحتم؛ لأنها إذا فارقت البدن ذهبت عنه الحياة، وما دامت في البدن فهو حي، أما عن ماهية الروح فقد اختلف العلماء رحمهم الله فيها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015