فصار - بذلك - النقص دائرا بين شيئين:

الأول: نقص الصفة بذاتها فصفاته غير ناقصة.

والثاني: نقصها باعتبار مقارنتها بصفة المخلوق، فإنه لا مقارنة بين صفات الخالق وصفات المخلوق، فهو منزه عن النقص في صفاته، وعن النقص بمشابهته أو بمماثلته بالمخلوقين.

ونحن نقول في كل صلاة: (سبحان ربي الأعلى) ، فهل نحن حينما نقول: (سبحان ربي الأعلى) نستحضر هذا المعنى أم نقول: (سبحان ربي الأعلى) باعتبار انه ذكر وثناء على الله؟ والجواب: أن الغالب على الناس عموما وخصوصا إنهم إذا قالوا: (سبحان ربي الأعلى) لا يشعرون ألا بالثناء على الله والتنزيه المطلق، ولا يستحضرون معنى: اللهم إني أنزهك يا ربي عن مماثلة المخلوقين، وعن كل نقص في صفاتك، فلا يشعر القائل بهذا المعنى ألا قليلا.

وقوله: (فهو الحكيم الوارث) . الحكيم مأخوذ من الحكم والإحكام؛ فالإحكام الذي هو فعل الحكمة أو وصف الحكمة، والحكم الذي هو القضاء، فلله عز وجل الحكم، وحكمه كله إحكام: أي إتقان، والإتقان يعني الحكمة؛ لان الإتقان أن يوضع الشيء في موضعه على وجه لا خلل فيه، والله سبحانه وتعالى في أفعاله وأحكامه كذلك.

قال العلماء - رحمهم الله -: والحكم حكمان: حكم كوني، وحكم شرعي.

فمثال الحكم الكوني: قوله سبحانه وتعالى عن أحد إخوة يوسف (() فَلَنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015