معروفاً بالأخذ عن بني إسرائيل فإن إخباره تكون كأخير بني إسرائيل لا تصدق ولا تكذب.

فهذه ثلاثة طرق لإثبات أشراط الساعة.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله أمثلة لهذه الأشراط، فقال: (من فتنة البرزخ والقبور) والواقع أن هذا ليس من أشراط الساعة، لكنه من الأمور السمعيات التي تتلقى من السمع.

والفتنة في اللغة هي الاختبار، فهي هنا اختبار للإنسان، والبرزخ: الحاجز بين الشيئين، والمراد به ما بين موت الإنسان إلى قيام الساعة، وعطف القبور عليه من باب عطف الخاص على العام؛ لأن البرزخ أعم من القبور، قد يموت الإنسان ويلقى على وجه الأرض فتأكله السباع، فهو حين ذلك لا يكون في قبر، ولكنه في برزخ، فكل ميت فهو في برزخ، وكل مقبور فهو في برزخ، فعطف القبور على البرزخ من باب عطف الخاص على العام.

وفتنة البرزخ هي الاختبار الذي يحصل للميت إذا دُفن، وذلك بأنه يأتيه ملكان فيقعدانه، ويسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: المؤمن ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينادي مناد من السماء: أن قد صدق عبدي، فيصدق، ويسمعه هو، فيزداد بذلك فرحاً أن شهد له شاهد من السماء بأنه صادق. ويعتبر هذا من نعيم القبر؛ لأن الإنسان إذا صدق في قوله ازداد بذلك فرحاً وسرورا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015