خفي عليك.

وقوله: (فاستمع) ولم يقل: فاسمع؛ لأن الاستماع: الإنصات والسماع عن قصد، والسماع يكون عن قصد ويكون عن غير قصد، ونضرب لهذا مثلاً: لو مررت برجل يغني غناء محرما وسمعته فلا إثم عليك، لكن لو استمعت وأنصت إليه لكنت آثماً، ويدل على هذا الفرق قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ القرآن فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) (الأعراف: الآية204)) قال (فاستمعوا له) ، ولم يقل: فاسمعوه؛ لأننا سمعناه من قبل، ولو أننا لم نسمعه لم يقل: (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) .

قال رحمه الله: (نتابع الأخيار من أهل الأثر) (الأخيار) : جمع خير، وهم السلف الصالح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) (?) فنحن نتابع الأخيار.

وقوله: (من أهل الأثر) ، المراد بالأثر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن شئت فقال: المراد به ما هو أعم من ذلك، وهو ما ثبت عن طريق الشرع، وضده أو مقابله ما ثبت عن طريق العقل؛ وهو الدليل العقلي، فالأثر: ما كان ثابتاً بالأثر، وعلى رأسه - بالمعنى الأعم - القرآن والسنة، ثم ما روي عن الصحابة والتابعين.

قوله: (ونقتفي الآثار) ، (الآثار) : جمع أثر وهي النصوص الواردة بالشرع. (لا أهل الأشر) أي لا نتبع أهل الأشر والبطر والفرح فيما هم عليه من البدع، وفي هذا إشارة إلى أن هذه المسألة قد اختلف فيها أهل الأثر وأهل الأشر، ونحن نتبع في ذلك أهل الأثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015