ومن مجيئها بلفظ الجمع قوله تعالى عن سفينة نوح: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (القمر: الآية 14) وقوله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) (الطور: الآية 48) هذا لفظ الجمع.
أما التثنية فلم تأتِ في القرآن، ولكنها جاءت في حديث ذكره ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق (?) ولم يعزُه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن) (?) . ولكن جاءت في السنة بما يدل دلالةً واضحةً على أن العين اثنتان وذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام في صفة الدجال: ((إنه أعور العين اليمنى وإن ربكم ليس بأعور) (?) ، فإن هذا كالنص الصريح على أنهما اثنتان، ووجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر علامة فارقة بين الدجال وبين الرب عز وجل، بأن الدجال أعور العين اليمنى والرب ليس بأعور، ولا عورٌ إلا لذي عينين.
ولو كان لله أكثر من اثنتين لكان الزائد عن اثنتين كمالاً قطعاً؛ لأنه لا يمكن أن يتصف بنقص - يعني لكان الزائد عن ثنتين كمال، والزائد على ثنتين هل يحصل به الفرق بين الدجال وبين الرب؟
الجواب: يحصل؛ لأن الدجال من بني آدم وليس له إلا ثنتين، وذكر الفارق الدال على الكمال أولى من ذكر الفارق الذي هو النقص في الدجال.
فإذا لو كان له أكثر من ثنتين لقال الرسول صلى الله عليه وسلم: وإن لربكم أكثر