الاحتمالات كلها واردة، وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال.

والقسم السادس: قوم اعرضوا عن هذا كله وقالوا: لا نقول شيئا في صفات الله، نحن نقرأ القرآن ونتعبد الله بقراءته ولا، تعرض لمعناه فيما يتعلق بالصفات إطلاقا، فهم لا يقولون بقول أحد الأقسام الخمسة السابقة، بل يسكتون ولا يقدرونها بقلوبهم ولا ينطقون بها بألسنتهم، بل يسكتون عن هذا كله.

وهؤلاء غير سالمين بل واقعون في الخطأ، فالقرآن تبيان لكل شيء، والقرآن يراد به لفظه ومعناه الدال عليه لفظه، ومن لم يقل بذلك فهو على ضلال، والقرآن نزل بألفاظه ومعانيه، لكن علينا أن نتأدب مع الله عز وجل ولا نتجاوز القرآن ولا نتجاوز الحديث. ولو أن أحدا أراد أن يتكلم عن صفة شخص ليس حاضرا، فلا يسوغ له أن يتكلم عن صفته وهو لا يعلم، فكيف يتكلم عن صفات الخالق أو يحكم بعقله على هذه الصفات العظيمة التي لا يمكنه أن يدركها بعقله أبداً؟!

وغاية ما عندنا نحن أن ندرك المعنى، أما الحقيقة والكيفية فهذا شيء لا يمكن إدراكه، ولهذا يحرم على الإنسان أن يتخيل أو أن يتصور شيئا من صفات الله عز وجل، فلا يجوز أن تتصور أو تتخيل يد الله كيف هي مثلا، ولهذا سألني سائل ذات مرة فقال: ما تقول في أصابع الله؟ كم هي؟ أعوذ بالله. فقلت: هل أحد يسأل هذا السؤال؟! يا أخي اتق ربك، أنت لست ملزما بهذا، أثبت أن لله أصابع كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وأما كم فلا يمكن لك أن تتكلم بهذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015