الله)) : انتقامه، وهكذا قالوا لزعمهم: إن المعنى الظاهر ممتنع على الله عز وجل، ثم قالوا: إذا كان ممتنعا فلنا عقول نتصرف فيها.

ونرد عليهم فنقول وبكل سهولة: إذا كان الأمر كما قلتم فلماذا يتحدث الله عن نفسه بعبارات غير مقصودة، ويجعل الأمر موكولا إلى عقولنا؟ .

فالصواب انه ليس إلى العقل بل إلى الهوى المختلف الذي يقول فيه فلان: هذا واجب، ويقول فلان الثاني: هذا ممتنع على الله، والثالث يقول: هذا جائز.

فلماذا يجعل الله عز وجل الحديث عن صفاته بكلمات لا يراد بها ظاهرها؟!

وهل هذا إلا تعمية، وخلاف البيان الذي قال الله تعالى فيه: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) (النساء: الآية 176) ؟ وقال:) يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) (النساء: الآية 26) ؟

ولماذا يجعل الأمر موكولا إلى ما تقتضيه عقولنا التي هي ليست عقلا في الواقع بل هي وهم؟!

قالوا: لأجل أن يزيد ثوابنا بتحويل النص إلى معناه، لأنك إذا أخذت النص على ظاهره لم تتكلف، لكن إذا صرفته عن ظاهره يحتاج إلى دليل من اللغة وشواهد وجهد كبير حتى تصل إلى المعنى المراد، فهذه التعمية الواردة في أعظم الأخبار المقصود بها كثرة الثواب.

يا سبحان الله العظيم، أيضيع الله أصلا عظيما في التحدث عن نفسه من أجل أن يزيد ثوابنا بالتعب! ثم إن التعب الذي يأتي لغير سبب لا يثاب عليه الإنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015