ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:

39- وسمعه سبحانه كالبصر ... بكل مسموع وكل مبصر

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح

أي أن السمع يتعلق بالمسموعات لا بكل شيء، لا يتعلق بالمرئيات، فلا يقال: سمع الله فلانا أي نظر إليه؛ لان السمع يتعلق بالمسموعات. فالأقوال من شأن السمع، والبصر كذلك يتعلق بالمبصرات، فالأفعال، من شأن البصر؛ لأن الفعل يرى ولا يسمع، فالذي يسمع ليس الفعل وإنما هو حركة الفاعل.

إذاً الأفعال من متعلقات البصر، والأقوال من متعلقات السمع؛ ولهذا قال: (وسمعه سبحانه كالبصر بكل مسموع) كالأقوال، (وكل مبصر) كالأفعال.

أما الحياة فلا تتعلق بشيء بائن عن الله عز وجل؛ لان الحياة وصف لازم لذاته لا تتعدى لغيره، فلهذا لم يذكر لها المؤلف رحمه الله متعلقا.

فهذه سبع صفات ذكرها المؤلف رحمه الله، ولكنه لم يذكر غيرها؛ لأنها هي الصفات التي اتفق عليها السلف وأهل التأويل من الأشعرية ونحوهم، فلهذا خصها المؤلف بالذكر؛ لأنها محل اتفاق، أما السلف فيثبتون لله تعالى أكثر من هذه الصفات، يثبتون لله كل ما وصف به نفسه من الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والحفظ والرضا والغضب وغير ذلك مما وصف الله به نفسه، لكن الأشاعرة لا يثبتون إلا هذه الصفات السبع فقط؛ لأنهم يرون أن هذه الصفات السبع دل عليها العقل فأثبتوها لدلالة العقل عليها، وأما ما سواها فإن العقل لا يدل عليها فيجب أن تأول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015