أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه) (?) ، ففرق بين خالد الذي تأخر إسلامه وبين عبد الرحمن بن عوف الذي يعتبر من السابقين إلى الإسلام.

والمهم أن الصحب طبقات؛ طبقات في الصحبة، وطبقات في الهجرة، وطبقات في العلم وطبقات في كل شيء ولا يوجد أحد من الصحابة أفضل من أبي بكر رضي الله عنه؛ لان الله تعالى نص على صحبته في القرآن الذي يتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: الآية 40) ، فاثبت الصحبة له، وأثبت المعية الخاصة له مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: الآية 40) .

ثم يليه بلا شك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي اختاره أبوبكر، ونحن نشهد الله عز وجل أن أبا بكر اشد الناس أمانة وأصدقهم فراسة فأشد الناس أمانة لأننا نعلم لو كان الرجل يريد الخيانة ما ولى عمر رضي الله عنه ولولى أحد أبنائه أو أحد قومه، لكنه أمين على هذه الأمة، فأدى الأمانة رضي الله عنه حيا وميتاً.

ونعلم أنه أصدق الناس فراسة لأنه ولى عليهم من هو خير الناس بعده، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان دائما يقول: ذهبت أنا وأبوبكر وعمر، وجئت أنا وأبوبكر وعمر، ودائما يقترن اسم هذين الرجلين باسم الرسول عليه الصلاة والسلام.

ولهذا شاء الله سبحانه وتعالى بحكمته أن يكون هؤلاء الثلاثة قرناء في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015