عبد الدائم، وابن أبي اليسر، والشيخ شرف الدين أحمد بن نعمة المقدسي، المجد ابن عساكر، ويحيى بن الصيرفي، وابن عبد القوي، وغيرهم (?).
أما تلاميذه، فشيخ الإسلام ليس إلا مدرسة تخرج منها علماء أفذاذ، وجهابذة حفاظ، وإنه من الصعب الإحاطة بجميع تلامذته، والمتأثرين به، وأنا أذكر هنا أنموذجا ممن تخرج من هذه المدرسة، ومن أشهر هؤلاء:
- محمد بن أبي بكر، المعروف «بابن قيم الجوزية». المتوفى 752 هـ.
- أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي. المتوفى 748 هـ.
- الحافظ ابن كثير، أبو الفداء. المتوفى 774 هـ.
- محمد بن أحمد، المعروف «بابن عبد الهادي». المتوفى 744 هـ.
- عمر بن علي البزار. المتوفى 749 هـ.
وغير هؤلاء كثير.
هذه ترجمة موجزة جدا لهذا الإمام، ولا تعدو أن تكون قطرة من بحر حياته، وغيضا من فيض جهاده، ولو أقسم شخص، أنه لم يأت أحد بعده مثله، إلى يومنا هذا، لما حنث في يمينه، والله أعلم.
وإنه لمن الجدير بكل مسلم، وخاصة العلماء منهم والدعاة أن يدرسوا حياة هذا الشيخ دراسة متمعنة ووافية، وينهلوا من معينها الصافي.
ومع هذا كله لا يخرج عن كونه بشرا يصيب ويخطئ، ولكن كما قال الإمام ابن كثير: « .. ولكن خطؤه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي وخطؤه أيضا مغفور له، كما في صحيح البخاري: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر» (?) فهو مأجور ... » (?).
والله أسأل أن يجزل لنا وله ولجميع المسلمين الأجر والمثوبة، وأن يرفع منزلته في أعلى عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا (?).