بقي لنا تعليق على جملة ذكرها الشارح أحب أن أذكره هنا، حيث قال الشارح عن أولياء الله المتقين: [ويعطيهم الله أشياء يطول شرحها من المكاشفات والتأثيرات] يقصد أن كثيراً من أولياء الله عز وجل يحدث لهم من الكرامات شيء طيب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد كان فيمن قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فـ عمر بن الخطاب)، فالشارح يقصد الإلهام والرؤى الصادقة، ويقصد الكرامات، ويقصد الفراسة ونحو ذلك مما يحدث للمؤمنين من هذه الأحوال التي يكون فيها إكرام من الله لهم، سواء في الأمور الاعتقادية أو في الأمور العلمية أو في الأمور العملية في الحياة الدنيا، أو في توفيق لكثير من الأمور التي لا تحصل لغيرهم، فهذه تسمى مكاشفات وتأثيرات.
والصوفية قد يقصدون بهذه الأمور معاني بدعية، فقد يقصدون الاطلاع على أمور غيبية، أو تأثيرات فيها مخرقة ودجل وعبث الشياطين بهم يسمونها مكاشفات وتأثيرات، ففرق بين مكاشفات وتأثيرات المؤمنين التي هي نتائج الولاية ومن باب الكرامات، وبين المكاشفات والتأثيرات الصوفية التي هي من عبث الشياطين ومن الدجل والشعوذة.