اختلاف السلف في مستقر الأرواح بعد الموت

Q كيف اختلف السلف في مستقر الأرواح بعد الموت مع أنها مسألة غيبية لا مجال للرأي فيها؟

صلى الله عليه وسلم بعض المسائل التي اختلف فيها السلف ولم يتفقوا فيها على قول، وهي من أمور الغيب، استنتجوها أو استروحوا القول فيها من النصوص لا على سبيل الجزم، بعضهم قد ينتزع من بعض النصوص مفاهيم أو أحكاماً معينة لا يجزم بها، لكن يفهمها إما بالمفهوم وإما بظاهر النص من غير جزم، وإما بقرائن أو بسياقات وغيرها، فأغلب المختلف فيها من الأمور الغيبية عند السلف نجدها مما يتنازع فهم الناس فيها، لا على أنهم يقولون فيها بغير علم مطلقاً، إنما قد يفهم من بعض النصوص بعض الأحكام أو بعض الأشياء نظراً لاختلاف المعنى، فيكون الاختلاف؛ لأن النصوص الغيبية منها ما هو قطعي الدلالة قطعي المعنى فهذا لا خلاف فيه، ومنها ما هو ثابت في دلالته أي في نصه، لكن اختلف في معناه، فهذا اختلفوا فيه على اختلاف فهومهم في النصوص، ولذلك فإنهم يدخلونه تحت مشكل الآثار أو مشكل النصوص، أي: ما يشكل عند صاحب النظر لا في ذات النص، وهذا قليل جداً، ولا يدخل في الأصول، إنما يدخل في الفرعيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015