حال مرتكبي الكبائر عند الموت فيما يخص مناداة النفس المتوفاة

Q الناس عند الموت صنفان: صنف يقال لهم: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر:27]، وصنف آخر يقال لهم: يا أيتها النفس الخبيثة، فماذا يقال للمسلمين العصاة ممن ارتكبوا بعض الكبائر وما زالوا على الإسلام؟

صلى الله عليه وسلم مرتكب الكبيرة المسلم إذا مات على كبيرته فظواهر النصوص تدل على أنه تخاطب نفسه خطاب النفس الخبثة.

ولو رجعنا إلى سياق الحديث الذي ورد فيه النفس الخبيثة؛ فسنجد أنه يشمل الكافر والمنافق والعاصي في بعض الأحوال، وليس في كل الأحوال، فليس عندنا يقين على أن كل العصاة الذين يموتون على المعصية يخاطبون بهذا الخطاب، لكن هناك دلائل تدل على أن بعض أصحاب الكبائر الشنيعة إذا ماتوا على كبائرهم تخاطب نفوسهم بخطاب النفوس الخبيثة، لكن ذلك -والله أعلم- يكون من باب الجزاء المقدم، أو العذاب المقدم، الذي يشبه عذاب القبر؛ لأن بعض العصاة يعذبون عند خروج الروح، ويعذبون في القبر، لكنهم عند الحساب تحت مشيئة الله، قد يغفر الله لهم ويدخلون الجنة، ويكون عذابهم عند الموت -بأن يقال: يا أيتها النفس الخبيثة- وعذابهم في القبر بمثابة التكفير لذنوبهم، هذا ظاهر النصوص والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015