[المسألة الرابعة] :
معنى الإيمان بالأنبياء والمرسلين أننا نؤمن بأنَّ الله - عز وجل - بَعَثَ وأَرْسَلَ مُرْسَلين وأيَّدَهُم وكانوا أصلح أهل زمانهم وأيدهم بالآيات والبراهين الدّالة على صدقهم، وأنهم أتقى الخلق، أتقى الناس لربهم، وأعرف وأعلم الناس بربهم - عز وجل -.
فنؤمن بكل نبي عَلِمْنَاه أو لم نعلمه؛ لأنَّ الأنبياء منهم من قُصَّ علينا والمرسلين ومنهم من لم يُقَصَّ علينا، قال - عز وجل - {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} [غافر:78] .
فإذاً الإيمان بالأنبياء والمرسلين على درجتين:
1- إيمان إجمالي: وهو الإيمان بكل رسول أرسله الله - عز وجل - وكل نبي، علمنا أو لم نعلم.
2- إيمان تفصيلي: بأنَّ كلَّ من عَلِمْنَا رِسَالَتَهُ ونُبُوَّتَهُ بالدليل والقرآن فهذا يجب علينا أن نؤمن به وأن نتولاه وأن نحبه؛ لأنَّ (الأنبياء إخوة لِعَلَّاتْ دينهم واحد) ، فكلُّهم أكمل الخلق توحيداً وإيماناً بالله - عز وجل - وطاعة له وخوفا منه - عز وجل -.
ثُمَّ ثَمَّ إيمان خاص بهذه الأمّة، أُمَّةْ الإجابة أُمَّةْ الدعوة، أنه يجب على الجميع الإيمان بمحمد بن عبد الله الهاشمي القرشي الذي أرسله الله - عز وجل - للنّاس أجمعين؛ بل للجن والإنس أجمعين، فيجب الإيمان به صلى الله عليه وسلم؛ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأنَّهُ بُعِثَ بالإسلام، وأنَّ الإسلام نَسَخَ ما عداه من الأديان، وأنَّ كلّ دعوى للدين غير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهي باطلة وردّ، {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40] ، فبه خُتِمَتْ النبوة وأعطاه الله - عز وجل - الإسلام وأنزل عليه القرآن حجة له ولأمته إلى قيام الساعة.
ومن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم تحقيق شهادة أنَّ محمداً رسول الله وهي: طاعَتُهُ فيما أمر وتصديقه فيما أخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر وأن لا يُعبد الله - عز وجل - إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم.