[المسألة العاشرة: الأسباب التي بها يحصل المرء المسلم شفاعة نبيه]

[المسألة العاشرة] : (?)

الأسباب التي بها يُحَصِّل المرء المسلم شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم جاءت بها الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ونذكر منها سببين:

1- السبب الأول:

وهو أعظم الأسباب وأرجاها وهو التوحيد وإخلاص الدين والعمل لله جل جلاله وإسلام الوجه لله عز وجل.

وهذا قد دلَّ عليه ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم له «لقد علمت أن لن يسألني أحد عن هذا قبلك أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه» (?) ، ومثله قوله صلى الله عليه وسلم «لكل نبي دعوة مجابة وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي مدركة منهم من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ونفسه» (?) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

2- السبب الثاني:

متابعة المؤذن فيما يقول كما دل عليه الحديث الذي رواه البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال «من سمع النداء فقال مثل ما يقول المؤذن، ثم قال اللهم ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له شفاعتي يوم القيامة» (?) .

فمن أسباب نيل شفاعته صلى الله عليه وسلم متابعة المؤذن بإخلاص وصدق؛ لأنّ ذلك دالٌّ على التوحيد وعلى الاستسلام لله ? في شرعه وأمره، فيقول مثل ما يقول المؤذن، ثم إذا ختم لا إله إلا الله قال مثل ما يقول ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته.

وهنا فيه زيادات مروية في بعض الروايات في دعاء مجيب المؤذن منها:

آتِ محمدا الوسيلة والفضيلة (والدرجة العالية الرفيعة) ، وهذه الزيادة ضعيفة.

وكذلك زيادة أخرى: وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته (إنك لا تخلف الميعاد) . وهذه رواها البخاري في صحيحه في رواية الكُشْمَيْهَنِي وهي عند المحققين شاذة لا تصحّ عن البخاري لمخالفة الكُشْمَيْهَنِي لجميع رواة الصحيح.

وثَمَّ أسباب أخرى تجمعونها إن شاء الله تعالى فإنها من نفيس العلم جعلني الله وإياكم ممن ينال هذا الحظ العظيم وهو شفاعته صلى الله عليه وسلم.

لعلّ في هذا القدر كفاية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015