فهذا دليل عَلَى أن هذه الحروف لها حكمة واضحة، وأن هذا يعين عَلَى فهم معناها، بمعنى أنه لا يشترط أن نقول: النون لها معنى خاص، أو القاف لها معنى خاص، الحكمة من ذكرها تشير أو تدل عَلَى المراد، وهو أنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، يصدر كتابه بهذه الحروف للدلالة عَلَى ما قلنا: إن القُرْآن يتركب منها، ومن يريد أن يكذب ويقول: أن هذا ليس من عند الله، كما قيل: وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ [الشعراء:210] وقيل: إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [النحل:103] وقيل: أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا [الفرقان:5] وأمثال ذلك فهذه هي حروف القُرْآن التي تقولونها وتستخدمونها، فهل تستطيعون أن تأتوا بمثله؟!.

الرجل البهائي ورقم "19"

ومن المناسب أن نذكر لكم الشبهة التي خرجت مؤخراً، والتي اعتبرها النَّاس فتحاً عظيماً، وخطب بها خطباء الجمع، وكتبت في الجرائد والمجلات والكتب، وقيل: هذا من الإعجاز، وهذا من آيات القرآن، وهذا دليل عَلَى أن العصر الحديث، وأن الكمبيوتر يصحح أن القُرْآن من عند الله.

فإن قوماً افتروا فريةً وهي أن الحروف الموجودة في أوائل سور القُرْآن مركبة كلها عَلَى رقم (19) كما يزعمون، إما (19) أو أي مضاعف من مضاعفاته، وأمثال ذلك مما ذهب إليه بعض المفترين، ونحب أن نوضح أن الطائفة البهائية الخبيثة المجرمة التي نشأت في بلاد إيران في القرن الميلادي الماضي أو قبله، هي التي تركب عقائدها عَلَى الرقم (19) وجعلوا السنة (19) شهراً، والشهر (19) يوماً وهكذا، فركبوا عَلَى الرقم (19) معاني وعقائد وديناً كله يدور حول هذا الرقم.

وكما هو معلوم أن الباطنية هي التي تؤول كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ بالتأويل الباطني، الذي لا يقبله عقل ولا يدل عليه نقل، وهذه البهائية ما هي إلا فرقة حديثة من فرق الباطنية التي خرجت في نفس المنبت الذي هو منبت الرفض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015