فلحى الله الألى زعموا أنك المعروف بالنظر

كذبوا إن الذي ذكروا خارج عن قوة البشر

وهذا مثلما قال الشاعر فيما مر معنا سابقاً:

لولا التنافس في الدنيا لما وضعت كُتْبُ التناظر لا المغني ولا العمد

ابن أبي الحديد مشهور ومعروف فينبغي لنا أن نعرف عن حياته وعن وفاته وهو صاحب هذه الأبيات المشهورة:

فيك يا أغلوطة الفكر حار أمري وانقضى عمري

سافرت فيك العقول فما ربحت إلا أذى السفر

فلحى الله الألى زعموا أنك المعروف بالنظر

كذبوا إن الذي ذكروا خارج عن قوة البشر

كانابن أبي الحديد وزيرالمستعرم بالله آخر خلفاء بني العباس الذين هجم عليهم التتار وقضوا عَلَى دولتهم وقتلوا هذا الخليفة المستعصم بالله، وكان وزيره قبل ذلك الرافضي ابن العلقمي، وكان قد قرب الروافض جميعاًًًً وأقصى ونحى أهل السنة، وكان ممن قربه ابن أبي الحديد وهو الذي شرح نهج البلاغة يقول الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ عنه: "إنه كَانَ حظياً عند ابن العلقمي لما بينهما من المناسبة والمقاربة والمشابهة في التشيع والأدب فهم عَلَى دين واحد، وفن واحد، هذا كَانَ حال ابن أبي الحديد وقد أورد له ابن الساعي أشياء كثيرة من مدائحه وأشعاره الفائقة الرائقة وكان أكثر فضيلة وأدباً من أخيه أبي المعالي موفق الدين بن هبة الله وإن كَانَ الآخر -يعني: موفق بن هبة - فاضلاً بارعاً أيضاً" وشرحه نهج البلاغة كَانَ سبباً لشهرته. أما شعره فلا يوجد الآن منه شيء.

ثُمَّ يقول ابن كثير -رَحِمَهُ اللهُ- في ترجمة الناصر داود من ملوك الدولة الأيوبية: "واشتغل في علم الكلام عَلَى الشمس الخسرو شاهي تلميذ الفخر الرازي، وكان يعرف علوم الأوائل جداً وحكوا عنه أشياء تدل -إن صحت- عَلَى سوء عقيدته، عَلَى ذلك، وكان من جلساء الملكالناصر داود ملك الدولة الأيوبية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015