يقولون: هذه الرؤية ليست في جهه، يعني: ليس أحد لا الرائي ولا المرئي في جهة وليس فيها تقابل، أي أن: الإِنسَان ليس في مقابل الله -عَزَّ وَجَلَّ- وليس فيها أبعاد ولا فيها كذا ولا كذا فعقدوا الموضوع؛ ولو جئنا إِلَى أحد من أهل السنة وقلنا له: هل تثبت الرؤية؟ فسيقول: نعم، قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22، 23] تقول له: كيف يُرى؟ يقول: قال الله عَزَّ وَجَلَّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] لا نعلم الكيفية، فهذا عالم الآخرة لا ندركه، وإننا لا ندرك حقائق الجنة والنَّار ونعيمها، فضلاً عما يتعلق بالله عَزَّ وَجَلَّ.

هذه الخلاصة أن تأتي بآية أو بآيتين من كتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ- وتريحك عما عداها، وهم يأتون بفلسفات: هل النظر لا بد أن يكون من شعاع ينطلق من العين ويقع عَلَى المرئي؟ أو يخرج من المرأي، والبعد والجهة والمقابلة كلام طويل جداً، وفي الأخير نثبت رؤية لا تتفق مع ما جَاءَ في الكتاب والسنة. وغاية ما فيها أننا دحضنا شبهات المعتزلة في إنكار الرؤية بحجج لو جَاءَ في المعتزلة من هو أذكى لنقض هذه الحجج، ولقَالَ: لا تتصور المقابلة إلا بين اثنين متناظرين.... إلخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015