وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى [النساء:164] بنصب اسم الله، ليكون موسى هو المتكلم لا الله! فقالأبو عمرو: هب أني قرأت هذه الآية كذا، فكيف تصنع بقوله تعالى:

وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ [الأعراف:143] ؟ فبهت المعتزلي!] اهـ.

الشرح:

شبهتهم متكررة قلّ أن يتركها أهل البدع في جميع صفات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهي أنهم يأتون بلوازم تخترعها عقولهم الكليلة القاصرة في حق الله تعالى، فيقولون يلزم كذا ويلزم كذا إِلَى غير ذلك. ونذكر ما حدث لابن فورك عند دخوله عَلَى المجاهد محمود بن سبكتكين الذي فتح أكثر بلادالهند.

فكان ذات مرة يتكلم وعنده أحد علماء أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ فسأل عن علو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فأنكر ابن فورك ذلك وهو من أئمة الأشعرية في التأويل ألف كتاب مشكل الحديث وبيانه كله تأويلات.

فَقَالَ لمحمود وهو سلطان قائد عسكري فاتح لا يعرف علم الكلام ولا يعرف الأدلة واستنباطاتها: يلزمك إذا أثبتَّ له فوق أن تثبت له تحت، فَقَالَ له محمود السلطان بكل بساطة وهدوء: أنا لا يلزمني شيء؛ لأنه هو الذي أخبر أنه فوق، فأنا أقولُ بما أَخبرَ، أي إن كَانَ هناك ما يلزمني فيلزمه هو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لأنه هو الذي قال ذلك، وهل بإمكان أحد أن يلزم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بشيء!

فيقول يا رب: أثبتَّ لنفسك العلو فيلزمك أن تثبت كذا عياذاً بالله!! فهذا هو الجواب الفطري الصحيح عَلَى جميع شبهاتهم وضلالاتهم، وكل الإلزامات، وكل الإيرادات التي يوردونها تنتفي وتنتهي عندما نقول: إن هذا كلام الله وكلام رسوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن أراد منكم أن يلزم فليلزمهما، أما نَحْنُ فلا يلزمنا شيء إلا أنه يلزمنا أن نؤمن بكلام الله ورسوله.

شبهة من قال: إن إثبات الكلام لله تعالى يلزم منه التشبيه والتعطيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015