ولو طبقنا هذا عَلَى ما جَاءَ في السنة من الآيات الحسية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإننا قد لا نجد هذه الأعداد؛ لكنهم يريدون بهذا أن يتوصلوا إِلَى هدم الدين ولكن من بعيد، وبستار خفي.

ولقد تنبه علماء الإسلام إِلَى ذلك، وكفروا هَؤُلاءِ.

وقد اخترع النظام والعلاف أموراً كثيرة تدل عَلَى أن كلاً منهما لم يكن يؤمن حقاً بدين الإسلام، وإنما كَانَ غرضه الهدم، فحصروا معرفة النبوة وحصول اليقين في التواتر فقط، وإلا فما عند الحكماء وما عند الفلاسفة يغني عن النبوة.

الرد على ما اشترطه المتكلمون في باب النبوة

لو أن عاقلاً فكر في كلامهم هذا لوجد أنه بالإمكان أن نرد عليهم ببساطه جداً، وذلك أن ما ورثه النظام والعلاف -ثُمَّ من تبعهم من المتكلمين من أشعرية وغيرهم- من طريق الفلاسفة، كيف ثبت لديهم؟ وكيف وصل إليهم؟

هذا هو السؤال الذي يوجه إليهم، فنسألهم ونقول: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي في السنة العاشرة أي: أن بينه وبين عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء حوالي مائة سنة فقط، ومائة وخمسين أو مائة وستين سنة بينه وبين العلاف والنظام، لكن كم بين العلاف والنظام وبين أرسطو وأفلاطون؟! قرون طويلة، مئات من السنين.

وما كتبه أرسطو وأفلاطون كتبوه بلغتهم، وهذه اللغة ترجمت، ثُمَّ ترجم من الترجمة أحياناً ثلاث ترجمات أو أربع حتى وصل إِلَى اللغة العربية التي كَانَ العلاف والنظام يقرؤون بها، فلم تصلهم بالسند، ولم تصلهم بنفس اللغة التي كتبوها، ومع ذلك يقولون: هذه عقليات، وهذه قواطع، وهذه يقينيات!!

أما النصوص والأحاديث النبوية التي جاءت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيعتبرونها من قبيل أخبار الآحاد فلا تثبت!!

فلو أن العاقل تدبر هذا لعلم أنهم مجرد هدامين هذا أمر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015