اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الغاية التي يسعى إليها كل المخلوقين، فيسعون إِلَى معرفة ربهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويسعون إِلَى نيل رضاه، ويحرصون عَلَى أن يدفع الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عنهم ما يكرهون، وأن يمنَّ عليهم ويتكرم بما يريدون، فالأصل في البشرية جميعاً أن اتجاهها هو إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن غايتها وإرادتها تنتهي إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولكن الانحراف واقع، وقد وقع قديماً وحديثاً، فيظن أن غير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يملك ما يملكه الله، أو يمكن أن يكون وسيلة إِلَى ما عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
أعظم ما يتوسل به إلى الله
إن القلوب لا تطمئن ولا تسعد ولا ترتاح في هذه الحياة الدنيا إلا إذا عرفت ربها سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وتقربت إليه بأنواع القربات، التي جعلها الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وسيلة إليه، فهذه هي الوسيلة الشرعية، والله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لما أن علم ذلك وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة:29] جعل هذه النفوس هكذا مجبولة، لا ترتاح ولا تطمئن ولا تسعد في الدنيا ولا في الآخرة، إلا بعبادته وطاعته، وبمعرفته، وبالتقرب إليه، وما عدا ذلك فهو شقاء وضياع ونكد، وهو أرحم الراحمين، وهو الغني سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهو الكريم الذي كَّرم بني آدم، وهو الذي امتن عليهم بالرسل، وهو الذي أنزل عليهم الكتب، فجعل هذا الباب واسعاً جداً، لأنه لا سعادة للخلق إلا به.
وهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعل نعيمه مترتباً عَلَى التقرب والتوسل إليه بما شرع، وجعل عقوبته وعذابه لمن توسل أو تقرب إليه بغير ما شرع سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أو استكبر وأعرض عن التقرب والتوسل إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
توسل الأنبياء والملائكة