وبذلك استدلأبو بكر الصديق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ارتدت العرب فَقَالَ له عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ومعظم الصحابة: كيف تقاتل من يشهد أن لا إله إلا الله، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أمرت أن أقاتل النَّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله) فاستدلوا عَلَى أبِي بَكْرٍ بالرواية المطلقة التي ليس فيها التفصيل واستدل عليهم أبُو بَكْرٍ بقوله: (إلا بحقها) وأن الزكاة حق المال.

ومثلاً تحدث في سورة يوسف عن سيرة إنسان موحد هو نبي من أنبياء الله، اصطفاه الله تَعَالَى لتتحقق عَلَى يديه هذه الآيات البينات ويدعو إِلَى الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فَقَالَ في السجن: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ يوسف:39] وأخذ يدعوهم وهم في السجن.

وأما قصة حسد إخوانه، وكيف ألقوه في البئر، وكيف شروه بثمن بخس، وكيف وقعت له الفتنة مع المرأة وخلصه الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ورفعه عن دنس الحرام والزنى، وكيف صار ملكاً، كل هذا حديث عن إكرام من الله لأهل التوحيد.

سعة مفهوم التوحيد

كل ما ذكر الله في القُرْآن من توحيد سواء في موضوعه من أصله أو مكملاته، كل هذا يدلنا عَلَى أهمية التوحيد من ناحية، وعلى سعة مفهوم التوحيد من ناحية أخرى، فإذا دعونا إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ فأول ما ندعو إليه هو توحيد الله، وهو البدء بتصحيح عقائد النَّاس سواء كانوا مسلمين لديهم انحرافات؛ أو كانوا كفاراً يعبدون غير الله، فندعوهم إما إِلَى التوحيد نفسه أو إِلَى تحقيقه وتصحيحه عند الْمُسْلِمِينَ فهذا في أهميه التوحيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015