لفظا، فإن (هوت) ماض مثبت وهو عامل في عوض، لكنه منفي معنى.
وعفاق: الذي دافع عنه الشاعر، لم يعرف، وممن سمي «عفاق» رجل كان على الشرطة مع على بي أبي طالب. والعنقاء: طائر خرافي لا وجود له. فإذا قيل: «عنقاء مغرب» بالوصف أو الإضافة، أرادوا «الداهية» وهذا ما يريده الشاعر هنا [الخزانة/ 7/ 129].
هذا البيت من قصيدة لجرير يهجو بها الفرزدق، مطلعها:
أقلي اللوم عاذل والعتابا … وقولي إن أصبت لقد أصابا
وهو من الشواهد في حرف الباء. وقبل البيت الشاهد:
وهل أمّ تكون أشدّ رعيا … وصرّا من قفيرة واحتلابا
... وقفيرة: أم الفرزدق .. ذم الشاعر قفيرة بأنها لو ولدت جروا لسبّت جميع الكلاب بسبب ذلك الجرو، لسوء خلقه
وخلقه.
والبيت شاهد، على أن الكوفيين وبعض المتأخرين أجازوا نيابة الجار والمجرور عن الفاعل، مع وجود المفعول الصريح.
وقيل: «الكلاب» ليست مفعولا للفعل «سبّ» بل مفعول «ولدت» و «جرو» نصب على النداء، أو على الذم وقيل: الكلاب: نصب على الذم، وجمع لأن قفيرة، وجروا، وكلبا، ثلاثة ... وهو تخريج فيه بعد، لأنهم تمحّلوه للردّ على الكوفيين. [الهمع ج 1/ 162، والخصائص ج 1/ 397، والخزانة ج 1/ 337].
البيت منسوب للشاعر الفارس عمرو بن معديكرب ... وهو شاهد على أنه عطف «أكفك» مجزوما على جواب الأمر المنصوب بأن، بعد الفاء السببية، وهو (فأذهب)، أو على توهم سقوط الفاء وجزم أذهب في جواب الأمر ... وانتصب: «جانبا» الأول على الظرف، والثاني على أنه مفعول ثان لأكفك كأنّه خطاب لمن عذله على السفر والبعد،